ترجمة: فهمــــــي علــــــوان

 

.نعم هذا هو الوطن

 

.هذه الأرض

 

لديكم مشاكل في إيجاد
قارة مألوفة؟

 

.الماضي هو كوكب آخر

 

.الكثير في الواقع

 

أنا واقف على إمتداد الوقت الكبير
الذي انقضى

 

منذ ُ الانفجار الكبير
و لكي نستطيع التفكير به

 

.قُمنا بضغطه إلى سنة واحدة

 

إنه الصباح الباكر
في ال 23 من ديسمبر

 

على روزنامتنا الكونية هذه

 

.أو حوالي قبل 350 مليون سنة

 

عندما كان عالمنا بعمر
.يناهز الأربع مليارات سنة

 

.تبدو الأرض مُختلفة

 

.قد لا تعرفون المكان حتى

 

.النجوم لن تُساعدك

 

حتى الأبراج ستكون مُختلفة
.في ذاك الوقت

 

لازالت الديناصورات

 

في أكثر من 100 مليون سنة
في المستقبل

 

لم يكُن هناك طيور
.و لا أزهار

 

.و كان الهواء مُختلفاً, أيضاً

 

كان لدى الغلاف الجوي أُكسجين
.أكثر من أي وقت آخر

 

في تاريخ الأرض
.قبلاً أو من حين ذاك الوقت

 

سمحَ هذا للحشرات أن تنمو
.بشكل أكبر مما هي عليه الأن

 

كيف؟

 

.لا تمتلك الحشرات رِئات

 

يُأخذ الأكسجين الحيوي
من خلال فتحات

 

في خارج أجسامها

 

و يُنقل
.عبر شبكة من القنوات

 

,إذا كانت الحشرة كبيرة جداً

 

فالمناطق الخارجية من هذه القنوات
ستمتص كل الأكسجين

 

قبل أن يتمكن من الوصول حتى
.إلى إعضائها الداخلية

 

لكن خلال
,فترة العصر الكربوني

 

كان لدى الغلاف الجوي تقريباً ضعف
.كمية الأكسجين اليوم

 

إستطاعت الحشرات حينها النمو
.أكبر بكثير

 

و الحصول على أكسجين كافي
في أجسامها

 

و لهذا اليعاسيب هنا بحجم
الصقور

 

و الدودة الألفية
.بحجم التمساح الأمريكي

 

إذا لماذا كان هناك الكثير
من الأكسجين في ذاك الوقت؟

 

لقد اُنتِجَ بواسطة
.نوع جديد من الحياة

 

الحلقة التاسعة من سلسلة الكون بعنوان
"العوالم المفقودة لكوكب الأرض"

 

مانوع الحياة الذي تمكَّنَ من تغيير

 

غلاف الأرض الجوي
بشكل كبير هكذا؟

 

النباتات التي تمكنت من
الوصول إلى السماء

 

.الأشجار

 

,في تنافسها على ضوء الشمس

 

طوَّرت الأشجار طريقةً
لتحدي الجاذبية

 

قبل الأشجار
أطول النباتات كانت

 

.تقريباً بإرتفاع الخصر فقط

 

.و بعد ذلك حدث شيء رائع

 

تطوَّر جزيء نبات
و الذي بنى مادةً قوية و مرنة

 

يُمكنها دعم
,الكثير من الوزن

 

حتى تنحني في الريح
.من دون أن تُكسر

 

.الليجنين جعل من وجود الأشجار ممكناً

 

يُمكنُ للحياة الأن أن
.تبني للأعلى

 

و هذا فتح منطقة جديدة كاملة

 

قالب ثلاثي الأبعاد

 

لمجتمعات بعيدة
.فوق سطح الأرض

 

أصبحتِ الأرض
.كوكب الأشجار

 

لكن كان لليجنين جانب سلبي

 

.كان صعب البلع

 

عندما حاول طاقم هدم الطبيعة
الفطريات و البكتيريا

 

أكل أي شيء يالليجنين فيها

 

اُصيبوا بحالة عسر هضم
سيئة

 

و الأرضة لن تتطور

 

لِ 100 مليون سنة أُخرى
.على الأقل

 

مالعمل مع
كل هذه الأشجار النافقة؟

 

إستغرقت الفطريات و البكتيريا
ملايين السنوات

 

لتطوير الوسائل الكيميائية الحيوية
.لإستهلاكها

 

في الوقت الذي, استمرت فيه الأشجار
بالنمو

 

.و الموت و السقوط

 

و تُطمر بالوحلِ الذي تراكم على
.مرِّ العصور

 

و في الأخير, كانت هناك مئات مليارات
الأشجار

 

مدفونة في الأرض

 

.غابات مطمورة في كل أنحاء الأرض

 

مالأذى المُمكن الذي
قد يأتي من هذا؟

 

هذا الجرف في نوفاسكوشا
هو نوع آخر من الرزنامات

 

تُخبر قصة ذلك العالم الآخر

 

.الذي إزدهرَ مرةً هنا

 

و هذا هو قناع الموت

 

.لَشجرة ال300 مليون سنة تلك

 

شُكِّلَت بواسطة المعادن
التي حلت مكان الخشب الأصلي

 

خليةً بخلية
.بكلمات أخرى مُتحجِّرة

 

سلَّمت الأشجار
.جزيئاتها العضوية

 

للبيئة قبل وقت طويل

 

الكاربون فيها و الماء
فقط شكلها مابقيَ

 

عندما كانت هذه الشجرة على قيد الحياة
أخذت ثاني أُكسيد الكربون

 

و الماء و استخدمت ضوء الشمس

 

لتحويلهم إلى
.مادة عضوية غنية بالطاقة

 

أطلقت الشجرة الأُكسجين
.كَبقايا إنتاج

 

و هذا الذي مازالت الأشجار
.و بقية النباتات تعمله

 

عندما تموت النباتات
تتحلل

 

و هذا يعكس الصفقة

 

تتحدُ موادها العضوية
مع الأُكسجين

 

,و تتحلل

 

واضعة ثاني أُكسيد الكربون
مرة أخرى في الهواء

 

يوازن هذا كُتب

 

.كيمياء غلاف الأرض الجوي

 

لكن إذا دُفِنَت الأشجار
قبل أن تتحلل

 

يحدثُ شيئان
تأخذ الكربون

 

و تُخزِّن الطاقة الشمسية
فيها

 

و تترك الأكسجين خلفها

 

.ليتراكم في الغلاف الجوي

 

هذا ماحدث
.قبل حوالي 300 مليون سنة

 

.كان هناك فائض في الأُكسجين

 

.و هكذا أصبحت الحشرات كبيرة جداً

 

و ماذا حلَّ بكل ذلك
الكربون المدفون؟

 

سيبقى هناك لعصور
قبل أن تواجه الحياة على الأرض

 

أكثر ضرباتها دماراً
.على مر الزمن

 

هناك أماكن على هذا الكوكب
,حيثُ يُمكنكَ السير خلال الزمن

 

.و قراءة التاريخ المكتوب في الصخور

 

هذا الشاطئ في نوفاسكوشا
.واحد منها

 

.كُلِّ طبقة تُمثِّل صفحة

 

تُخبر كُلِّ واحدة منها القصة
لطوفان

 

واحد بعد الآخر
.على مدى ملايين السنوات

 

الطبقات المُتراصة لرواسب الطوفان
طُمرت ببطئ

 

.و تحولت إلى صخر بواسطة الحرارة و الضغط

 

نفس القوى التي
بَنت الجبال

 

,و من ثم أمالتها و رفعتها

 

.برفقة الغابات المُتحجرة المدفونة

 

كانتِ الطبقات الأحدث دائماً

 

.مُودعةً على تلك الأقدم

 

كُلِّ الصفحات بالترتيب الصحيح

 

شاهدةً على
ماحدثَ هنا

 

.على مر ملايين السنين

 

في الخلف هناك

 

.يكمُن الماضي البعيد

 

و مع كُل خطوة أخطوها

 

اتحرك بحوالي ألف سنة أقرب
.إلى الحاضر

 

و أبعد من عالم ال 300 مليون سنة الماضية

 

الخمسين مليون سنة اللاحقة
.موجودة بذلك الاتجاه

 

هذه كانت بداية
النهاية لعالم العصر البرمي

 

.حدث لِمذبحة مُنقطعة النظير

 

العصر البرمي
هو الدهليز الأشد ظُلمةً

 

في هذا النصب التذكاري للفروع
المُنكسرةِ على شجرة الحياة

 

.قاعات الإنقراض

 

لم يكن الموت مُطلقاً بهذا القرب

 

من السيادة المُطلقة لهذا الكوكب

 

للربع مليار سنة التي تلت

 

الثورانات البركانية
فيما يعرفُ اليوم بِسيبيريا

 

.إستمرت لِمئات آلاف السنوات

 

تدفقت الحِمَم و طمرت أكثر
.من مليون ميل مُربع

 

قَزَّمَ هذا الحدث
أي ثوران بركاني

 

.في أزمنة التاريخ

 

كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون
تدفقت

 

.من التشققات البركانية

 

غاز الدفيئة هذا
.سخَّنَ الطقس

 

و من هنا عادت
الغابات المطمورة

 

.للعصر الكربوني السابق إلى القصة

 

خلال الخمسين مليون سنة

 

تحوَّلت هذه الأشجار إلى
ترسُبات هائلة من الفحم

 

و في وقت حدوث هذا

 

واحدة من أكبر تجمُعات الفحم
في العالم

 

طُمِرَت هناك في سيبريا

 

حرارة الحِمَم
طَهَتِ الفحم

 

سائقةً الميثان و الغازات الغنية بالكبريت
.خارج سطح الأرض

 

كانت مُحمَّلة

 

بِجزيئات الغبار السامة و المُشِعة

 

.دُخان الفحم

 

مشروب الساحرات هذا
لوَّثَ الغلاف الجوي

 

و أفقدَ طقس الأرض اًتزانه
بِشدة

 

ضباب حمض الكبريتيك
حجبَ أشعة الشمس القادمة

 

.و أظلمَ الكوكب

 

هبطت درجات حرارة العالم
إلى دون التجمد

 

خلال سكون الثوارانات

 

سقط الضباب الحمضي إلى السطح

 

لكن ثاني أُكسيد الكربون بقيَ

 

و تراكم في الغلاف الجوي ليُسبب
إحترار عالمي

 

سنوات البرد القارس

 

بُدِّلَت بآلاف السنين من الحرارة الخانقة

 

.سحقت الأعداد المُتضائلة من النباتات و الحيوانات

 

لم يكن لديها فرصة

 

للتأقلم مع التأرجح القاسي
.في الطقس

 

بإستمرار الإحترار العالمي
إختلطَ ببطئ سطح و قاع المياه

 

ما أدى إلى إرتفاع درجة حرارة

 

.الأعماق المُتجمدة لقاع البحر

 

الجليد الغني يالميثان

 

الذي تجمد في المترسبات
بدأ بالذوبان

 

غاز الميثان المُحرر حديثاً
.شقَّ طريقهُ إلى السطح

 

.و إلى الغلاف الجوي

 

إحتجز الميثان الحرارة بشكل أكثر فعالية

 

من ثاني أُكسيد الكربون
لِذا اصبحَ الطقس

 

.أشدُّ حرارة

 

و أيضاً دمَّرَ الميثان

 

.طبقة الأُوزون في الستراتوسفير

 

واقي الشمس الطبيعي الذي يحمي الحياة

 

من الأشعة فوق البنفسجية المُميتة
.تآكل

 

.نظام تدوير محيطات العالم توقف

 

اصبحت هذه المياه
الراكدة نتضورةً للأُكسجين

 

قاتلةً تقريباً كُل أنواع
.الأسماك في البحر

 

لكن نوع واحد من الحياة إزدهرَ
.في هذه البيئة القاسية

 

بكتيريا أنتجت
غاز كبريتيد الهيدروجين القاتل

 

.كنفايات

 

.كانت تلك القشة الأخيرة

 

قتل الغاز السام تقريباً
.كل النباتات و الحيوانات المتبقية على اليابسة

 

.كان هذا النفوق العظيم

 

أقرب ماوصلت إليه الحياة على الأرض
إلى الإبادة

 

تسعة من عشرة
.لكُل الفصائل فُنيَت

 

استغرقت الحياة وقت طويل
.لِتنشط مُجدداً

 

لبضع ملايين السنين كان
للأرض أن تُدعى

 

.كوكب الأموات

 

إنحدرنا من إحدى الفصائل القليلة

 

.التي تمكَّنت من الصرير

 

أنت إنسان و حي
في هذه اللحظة تحديداً

 

لأنها نجحت في الصمود و نقل

 

حمضها النووي خلال واحدة من أكثر
الفترات غدراً

 

.في تاريخ الحياة

 

هذا الجبل
.صُنِعَ بالكامل بواسطة الحياة

 

الحياةُ التي ازدهرت
ماضياً في أيام مجد

 

العصر البرمي
.قبل أن يُحرر الجحيم

 

هذا جزء من ال400 ميل

 

من سلسلة جبال جوادالوبيه
التي تجري خلال

 

.تكساس و نيوميكسيكو

 

إنها أكبر حيد مُرجاني مُتحجر في العالم

 

.كل هذا كان مرةً أرض بحرية عظيمة

 

إزدهر الحيد المرجاني و نمى
لملايين السنوات

 

و كان موطناً لمجاميع من
الإسفنج و الطحالب الخضراء

 

.و حيوانات أصغر من أن تُرى

 

عندما ماتت هذه المخلوقات

 

غرقت إلى القاع
.و طُمِرَت بالطمي

 

على مدى ملايين السنوات

 

.تحولَّت بقاياها إلى نفط و غاز

 

في الأخير طُمرَ الحوض
و مات الحيد

 

دُفِنَت مدينة الأشباح البحرية هذه
بعد ذلك

 

.على عُمق ميل من السطح

 

لاحقاً, القوى التكتونية رفعت
هيكل الحيد

 

عالياً فوق سطح البحر
حيثُ تآكلَ و نُحِت

 

.على مر العصور بواسطة الريح و المطر

 

تخيلوا فقط كيف بدا هذا المكان

 

قبل 275 مليون سنة

 

عندما كان أرضاً بحرية إستوائية
نابضة بالحياة

 

مُرصعةً بالجزر

 

.و زاخرةً بالحياة

 

,إلى قبل حوالي 220 مليون سنة

 

كانت نيو إنجلاند و شمال أفريقيا
.جيراناً مُتقابلين

 

.لم يكن هناك وجود للمحيط الأطلسي

 

هذه الأصابع الرقيقة الزرقاء
.في المركز كانت بحيرات

 

كانت الإشارات الظاهرية الأولى
على أن قارةً عملاقة

 

كانت تتمزق و أن

 

الحياة على الأرض كانت في مواجهة
.هزة عنيفة أخرى

 

بعد ملايين السنوات
اصبحتِ البحيرات خليج طويل

 

و الذي سينمو إلى المحيط الأطلسي

 

التغيرات العميقة هذه على السطح

 

لم تكُن سوى أعراض لأحداث
كانت تتبدا بعيداً في الأسفل

 

.في أعماق الأرض

 

في الوقت الذي وصلنا فيه هنا
الآثار الشاهدة

 

على الثوران العالمي دُفِنَت

 

في قاع
.البحر الأزرق العميق

 

نحنُ محرومونَ تماماً
من القصة العظيمة

 

لماضي الأرض العنيف

 

أنواع من فاقدي الذاكرة
يحاولون إكتشاف

 

من كُنا و ماذا حدث

 

.قبل أن نَنْهض

 

في عام 1570, صنعَ إبراهام أورتيليس
أول

 

أطلس للعالم الحديث
عاكساً إكتشافات

 

ال 80 سنة الماضية

 

.العصر الذهبي للإكتشافات

 

قبل أن يجِفَ الحبر

 

وقف أورتيليس أمام تحفته الفنية

 

و اصبح أول شخص من كُثر
لاحظوا

 

أحجية تثبيت القطع المُدهشة

 

.على جانبي المحيط الأطلسي

 

كتب لاحقاً أن الأمريكيتين
كانتا تتباعدان

 

من أوروبا و أفريقيا
.بواسطة الهزات الأرضية و الفيضانات

 

لكن مُشاهدة أورتيليس

 

لم تعدو أكثر من حدس

 

.لبضع قرون تالية

 

حتى قام في بدايات القرن العشرين

 

فلكي و عالم طقس ألماني

 

بتجميع الأدلة

 

لبناء الدعور العلمية لها

 

جُنِّدَ ألفريد فيجنر
خلال الحرب العالمية الأولى

 

و لكنه أُصيب بعد ذلك

 

في وقت تماثله للشفاء في
المستشفى الميداني

 

مشطَ الأدب العلمي

 

للحصول على مفاتيح
لماضي الأرض

 

قبل سنوات

 

وقع فيجنر على ورقة خادعة

 

في الأكوام
.في مكتبة جامعته

 

حيَّرَ فيجنر

 

أن نفس أحافير فصائل
السرخس المُنقرض حديثاً

 

قُيِّدَ وجودها
على ضفتي الأطلسي

 

و أكثر غرابة كانت إكتشافات مُتحجرات

 

.لنفس الديناصورات على كلا القارتين

 

,في بدايات القرن العشرين

 

فسَّرَ الجيولوجين كيف قطعت الحياة
المحيطات

 

بتخيُل أن جسور من اليابسة وُجدت
.ذات مرة بينهم

 

اُعتُقِدَ بأن جسور اليابسة هذه
تفسًّخت تدريجياً

 

و تلاشت تحت الأمواج
.قبل وقت طويل

 

لكن كانت هناك قطعة دليل واحدة
لإقناع فيجنر

 

بأن تلك الرؤية العلمية السائدة
...يجب ان تكون خاطئة

 

.الأرض نفسها

 

لماذا ستقوم سلسلة جبلية
تقطع القسم المحيطي

 

بالمواصلة على القارة الأخرى؟

 

و لماذا ستجد نفس الأنماط الفريدة

 

في طبقات الصخور في كل من
البرازيل و جنوب أفريقيا؟

 

و شيء آخر

 

تحت أي ظروف قد
تزدهر النباتات الإستوائية

 

في القِفار المُتجمدة للقطب؟

 

إستنتجَ فيجنر بأن هناك فقط

 

حل منطقي واحد
لهذه اللغز

 

كانت هناك في وقت مضى
.قارة عملاقة واحدة على الأرض

 

.أسماها بانجيا

 

إذا, اصبح فيجنر نخب
المجتمع العلمي,أليس كذلك؟

 

.ليس تماماً

 

سخرَ أكثر الجيولوجين
من فرضية فيجنر

 

.للإنجراف القاري

 

فضلوا جسور اليابسة الطبيعية التي تخيلوها

 

.لدحض حُجة فيجنر

 

تسائلوا كيف يُمكن لقارة أن تنجرف خلال

 

الصخر الصلب
لقاع المحيط؟

 

لم يكن لفيجنر
جوابٌ مُقنع.

 

اصبح أُضحوكةَ المجال

 

.و منبوذاً من المحافل العلمية

 

على الرغم من هذا استمر فيجنر
بالنضال لأفكاره

 

قائماً على بعثات أبحاث جريئة
لتجميع الأدلة

 

و في إحداها , عَلِمَ بأن
زملاء كانوا

 

محاصرين في الثلج
.من دون طعام

 

في طريق عودته من المهمة

 

فُقِدَ في عاصفة ثلجية قوية

 

بعد يوم أو يومين من عيد ميلاده الخمسين

 

إختفى

 

من دون معرفة أنه, بمرور الوقت

 

سيُزكى و سيُنظرُ إليه

 

.كَواحد من أعظم الجيولوجين في التاريخ

 

العلماء هم بشر

 

لدينا مناطق عمياء
.و ميول

 

العلم آلية

 

صُمِّمَت لإكتشافها

 

المشكلة هي, أننا لسنا مؤمنون على الدوام

 

.بصميم قيم العلم

 

قلةٌ من الناس عرفوا هذا بشكل افضل من
ماري ثارب

 

إنه العام 1952, و ماري تتحمل بصبر الإستخفاف

 

من زملائها أعضاء قسم الجيولوجيا

 

درجاتها في الجيولوجيا و الرياضيات

 

.لم تعني الكثير لهم

 

بروس هيزن, طالب مُتخرج من آيوا

 

للتو قد عاد من رحلة
إستكشافية طويلة

 

لوضع خرائط لقاع المحيط
مُستخدماً السونار

 

هل ستعملين شيئاً مع هذه؟

 

.بروس, انظر

 

.كل شيء يلتقي ببعضه

 

هناك هذا الصدع الضخم

 

الذي يجري خلال قاع الأطلسي

 

أوه يا إلهي ماري

 

.هذا ليس سوى حديث فتيات

 

ألست في مشاكل كافية
مع كل شخص هنا؟

 

يبدو هذا كثيراً
.كإنجراف قاري

 

هل تُريدين أن تنتهي
كَفيجنر؟

 

.لكن ماري لن تُثنى

 

بعد سنوات, عندما وضع ماري و بروس
خريطة

 

لمراكز هزات المحيط على طاولة ضوء

 

,فوق خريطتها لقاع البحر

 

وقعت الهزات تماماً على طول

 

.وادي الصدع

 

كان هذا دخان البندقية

 

.لقارات فيجنر المتحركة

 

عرفَ هيزن الأن

 

بأن ماري كانت محقة
طوال الوقت

 

معاً, صنعوا أول خريطة صحيحة
للأرض

 

.بما في ذلك قاع المحيط

 

أخيراً كنا مستعدين قراءة

 

.قصة حياة الأرض

 

دعونا نأخذ سفينة الخيال

 

إلى جزء من العالم
محدود

 

.للجميع عدى لقلة منا

 

ثُلثي الأرض

 

موجود تحت أكثر من 1000 قدم من الماء

 

إنها حدود واسعة و غير مستكشفة

 

يعرف كل شخص جبال الألب
و الروكي

 

لكن بعض من أكثر السلاسل الجبلية
إدهاشاً

 

.مُختفية من المشهد

 

تحت ألف متر ندخل عالم

 

.حيثُ لا وجود لضوء الشمس

 

مُختبئ في الظلام عالم من العجائب

 

هذه أطول سلسلة جبلية تحت البحر
في العالم

 

.أعراف مُنتصف الأطلسي

 

تلفُّ حول عالمنا كالرتق حول
"كرة "البيزبول

 

الماضي كوكب آحر

 

.لكن أكثرنا في الواقع لا يعرف هذا

 

نحن لا نرى الجبال بسبب المياه

 

هذا هو العالم الذي كانت ماري ثراب
أول من تخيله

 

أعلى قِمم السلسلة

 

ترتفع أكثر من أربعة كيلومترات فوق

 

أرض المحيط

 

هناك سلاسل جبال مُنتشرة
و أودية أيضاً

 

دخلنا الأن أخدود مارياناس

 

أعمق وَادٍ في الأرض

 

أكثر من 10 كيلومترات عمقاً

 

تكون حين دفعت القوى التكتونية
قاع البحر

 

.تحت الصفيحة القارية المحاذية

 

مشى بشر أكثر على القمر

 

من الذين تواجدوا هنا في أي وقت

 

الضغط هنا ثمانية أطنان ساحقة
لكل إنش مربع

 

التواجد بهذا العمق في المحيط

 

شبيه بوضع 50 طائرة جامبو
مُكدسة فوقك

 

حتى هنا
تماسكت الحياة

 

حقيقة أن ضوء الشمس
لا يستطيع إختراق عمق المحيط

 

.لا يعني أن لا ضوء في الأسفل هنا

 

تتوهج الكثير من الفصائل المائية
في الظلام

 

.من خلال عملية تُسمى التألق الحيوي

 

تاريخنا الطويل
كَثدييات يابسة

 

توطنت عالم ضوء الشمس
لم يؤهلنا

 

لتنوع الحياة المدهش
الذي صنعه

 

.التطور بمهارة في المحيطات العميقة

 

بما انه لا ضوء شمس في الأسفل هنا

 

.فلا وجود للتمثيل الضوئي

 

و هذا يعني بأنه لا نباتات يُتغذَّى عليها

 

إلا أن, حتى هنا في عالم
الظلام الدامس

 

.توجد سلسلة غذائية مُزدهرة

 

تبدأ

 

بعملية تُسمى التخليق الكيميائي

 

هذه المخلوقات المجهرية
تعلمت أن تأكل

 

مايتدفق من تلك الفتحة

 

مُركب مؤذي
يُطلق عليه كبريتيد الهيدروجين

 

ذلك الدخان الكثيف يزود الطاقة
الكيميائية

 

.التي تجعل الحياة مُمكنةً هنا

 

قشريات صغيرة
تلتهم البكتيريا

 

.و الحيوانات الأكبر تأكل القشريات

 

يوماً ما, على الأرض المستقبلية

 

هذه الجبال قد

 

.ينتهي بها المطاف فوق الماء

 

تستمر القوى التكتونية في تشكيل كوكبنا

 

.المُستقبل أيضاً كوكب آخر

 

كان بُركاناً كهذا

 

الذي صنع جزر هاواي
قبل ملايين السِنين

 

نعيشُ فوق قشرةِ
.غلاية هائجة

 

في مركز كوكبنا
يوجد قلب حديدي

 

محتوىً داخل قشرة حديد سائل أكبر

 

ملتف فوقه
الجزء الذي نسميه الدثار

 

.صلب لكنه ساخن و لزج

 

كَقدر حساء يُطهى فوق الموقد
الدِثار

 

.مُتماوج

 

مالذي يُبقيه مُتحركاً؟

 

شيئان... الحرارة المُتبقية من تكون الأرض

 

.و تحلل العناصر المُشعة في القلب

 

و هذه الطبقة الخارجية
القشرة

 

حيثُ تعيشُ أنت و أنا و كل شخص نعرفه

 

سميك فقط كَقشرة التفاحة

 

.يسحب الدثار القشرة العلوية معه

 

تقاوم القشرة لأنها
.قاسية و باردة

 

من وقت لآخر تصل إلى نقطة التحطم

 

عندما يحدث ذلك
.تهتز الأرض

 

ليس لأن شخص ما أساء التصرف

 

.و يُعاقب

 

إنها بسبب القوى العشوائية

 

.المحكومة بواسطة قوانين الطبيعة

 

شعورنا بثباتية الأرض هو وهم

 

بسبب قِصَرِ حياتنا

 

إذا استطعنا مشاهدة كوكبنا
,بمقياس وقته

 

و الذي فيه التغيرات الكبرى تستغرق
ملايين السنين لِتحدث

 

سنراه كالكائن الحركي
الذي هو عليه

 

هذا هو عالم
الفترة الترياسية المتأخرة

 

قبل حوالي 200 مليون سنة

 

ذلك الفتى الصغير؟

 

.واحد من أسلافنا البعيدين

 

عاش في نيوآرك
في ولاية نيو جيرسي

 

أينما تخطو على الأرض

 

عوالم ضائعة مدفونة
.تحت أقدامك

 

قبل 50 أو 100 مليون سنة

 

حتى أكثر الأماكن الإعتيادية ظاهرياً

 

.كانت مشاهد لتغير ملحمي

 

هذه الحواجز هي النُصب التذكارية

 

.لإنكسار القارة العملاقة بانجيا

 

.سلسلة الثورانات البركانية

 

التي صنعت هذه الجروف أدت أيضاً
إلى الإنقراض الجماعي اللاحق

 

تلك التي أنهت العالم الترياسي

 

لكن حدث الإنقراض المأساوي لفصائل

 

.هو فرصةً ذهبية لأُخرى

 

الإنقراض الترياسي قدم لمجموعة

 

كانت موجودة لفترة

 

.الفرصة لأخذ مرحلة مركزية

 

قضت الديناصورات فترة طويلة جيدة

 

.لِ 170 مليون سنة

 

.في ذاك الوقت كانت الهند جزيرة

 

حَبَتْ شمالاً بِسرعة بضعة إنشات في السنة

 

على موعدها البطيء
.و العنيد مع آسيا

 

بعدها, مرة أخرى

 

الصخر الذائب أسفل سطح الأرض

 

برز صاعداً و غمرَ
.مساحة شاسعة من غرب الهند

 

تلك الضربة القاضية

 

جاءت كالصاعقة حرفياً

 

حيوانات قليلة

 

أكبر من مائة رطل

 

.نجت من كارثة العصر الطباشيري

 

جلبت سحابة الغبار الظُلمة
.و البرد للسطح لأشهر

 

تجمدت الديناصورات و جاعت حتى الموت

 

لكن كانت هناك مخلوقات صغيرة

 

.أخذت ملجأ في الأرض

 

و عندما خرجت

 

وجدت أن الوحوش التي كانت تُطاردها

 

.و ترعبها قد إختفت

 

.أصبحت الأرض كوكب الثدييات

 

و واصلت الأرض تغيراتها الدؤوبة

 

كان هذا المكان مرةً صحراء
حيثُ لا يُمكن لشيء أن ينمو

 

,كانت مليون ميل مربع من الرمل و الملح

 

.أكثر عدائيةً من أي بيئة على الأرض اليوم

 

درجات الحرارة نهاراً كانت ساخنة
.كفاية لطهو الخبز

 

و كانت على عمق يفوق الميل
تحت مستوى البحر

 

لهذا الضغط الجوي

 

.كان أعلى بحوالي 50% مما اعتدنا عليه

 

سيكون من الصعب التفكير

 

.لبيئة غير واعدة أكثر على هذا الكوكب

 

كان هذا حوض المتوسط

 

قبل 5,5 مليون سنة

 

.قبل أن يُصبحَ بحراً

 

لا تتوقف الأرض مُطلقاً عن الحركة لوقت طويل

 

السد الطبيعي
في النهاية الغربية

 

للحوض العميق

 

إستسلمَ
.ربما بسب الهزات الأرضية

 

.و بدأَ الغمر

 

إندفعتِ المياهُ المُتدفقة بمعدل
أكبر بأربعين ألف مرة

 

من شلالات نيجيريا
محولةً صحراء شاسعة

 

إلى البحر الأبيض المتوسط

 

.في أقل من عام

 

.لم يكن هناك بشراً بعد

 

,ليشهدوا هذا الطوفان الضخم

 

.أو الإعجاب بالجمال الذي صنعه

 

في هذه الأثناء, في نصف العالم الآخر

 

قناة عريضة فصلت
شمال و جنوب أمريكا

 

تسمح لتيارات المحيط بالتدفق

 

.من الأطلسي إلى المحيط الهادي

 

جلبت القوى التكتونية تدريجياً

 

هاتان القارتان معاً
مُغلقةً القناة

 

.و صانعةً برزخ بنما

 

أعاد هذا تنظيم نمط
تيارات المحيط عالمياً

 

.و الذي بدوره أثر على طقس العالم

 

في أفريقيا, ظلال الغابات الخضرا المورقة

 

استسلمت
إلى مناظر مُتفرقة

 

بعض الأنواع

 

التي كانت مُتخصصة في العيش
على الأشجار

 

إنقرضت

 

لكن مُتعددة المواهب تلك التي
تستطيع إيجاد الطريقة

 

في العيش من دون الإكتراث
بما تُلقيه الحياة عليهم

 

.صمدت و تطورت

 

حفر أسلافنا في ذات وقت جحوراً
عميقا في الأرض

 

لتحاشي المُفترسين
.الذين جابوا السطح

 

لكن حين إنقرضت الديناصورات

 

خرجوا لضوء النهار

 

و على مر العصور
صنعوا حيوات جديدة

 

.في غصون الأشجار

 

طوروا أصابع الإبهام
و القدم

 

للتأرجح من غصن إلى غصن

 

خلال الظلال الفسيحة
لقمم الأشجار

 

.حيثُ تُلبى كل إحتياجاتهم

 

استطاعوا أيضاً المشي للأعلى
لكن لمسافات قصيرة

 

مع وجود أشجار كثيرة في الأنحاء
.لم يكن عليهم الذهاب بعيداً

 

لكن بععد ذلك اصبح الطقس أبرد

 

و نحفت الأشجار

 

نمت الأراضي العشبية الفسيحة
و كان أسلافنا

 

مُرغمينَ على إجتيازها
في البحث عن الطعام

 

ستحتاجون لمهارة مُختلفة بشكل كامل

 

.للنجاة في السفانا

 

في الأيام الغابرة

 

كان لكم أن تجلسوا على أغصان أشجاركم

 

و مشاهدة القطط الكبيرة
من مسافة آمنة

 

.و الأن أنتم تلهون في نفس الحقل الخطير

 

كان الناجون هم أولائك الذين طوروا قابلية

 

المشي لمسافات طويلة
.بأرجلهم الخلفية

 

.و العدو إن استدعت الحاجة

 

غير هذا الطريقة

 

.التي نظروا بها إلى العالم

 

لم تعد الأذرع و الأكُف مرتبطة
أكثر بالمشي

 

كانت حرة لجمع الطعام و إلتقاط
.العصي و العظام

 

.و هذه يُمكن أن تستخدم كأسلحة و آلات

 

...فكروا بهذا

 

تغيُر في السمة الجغرافية
لقطعة يابسة صغيرة

 

على بعد نصف العالم
عدلت مسار تيارات الأرض

 

أصبحت أفريقيا أبرد و أجف

 

أكثر الأشجار لم تستطِع الصمود
في وجه الطقس الجديد

 

الرئيسيات التي عاشت عليها

 

عليها البحث عن منازل أخرى
و قبل أن تعرفها

 

.إستخدموا أدوات لإعادة صنع الكوكب

 

.شكلَّتِ الأرض مسار قدر البشرية

 

و هكذا عمل الجذب الخفي
للعوالم البعيدة

 

أثرت الكواكب على

 

حياتنا لكن ليس بالطريقة التي
تعتقدون

 

سحب جاذبية الزُهرة

 

...صغير لكنه قريب

 

و تلك للمشتري
بعيدة لكن قوية

 

أمالت محور الأرض
بهذه الطريقة و تلك

 

و على الدوام قرصت بشكل طفيف
شكل مدار الأرض

 

غير هذا بشكل دوري

 

كمية ضوء الشمس

 

الساقطة على حافة الغطاء
الجليدي الشمالي

 

بعض الأحيان تجعل من الصيف
هنا أبرد

 

و تتقدم المُجلدات جنوباً

 

من سنة لأخرى

 

ساحقةً و كاشطةً

 

و محطمةً كل شيء يعترضُ طريقها

 

.ذلك مانطلق عليه العصر الجليدي

 

في أوقات أخرى, التغيرات
في محور الأرض و مدارها

 

تجعل من صيف القطب أدفأ

 

و تبدأ المُجلدات الذائبة بالإنحسار

 

تخيلوا كم كان يجب على أسلافنا
أن يكونوا واسعي الحيلةِ

 

كي ينجو من هذه
.التغيرات المتطرفة في الطقس

 

مع كل عصر جليدي

 

تنمو طبقات الجليد
على حساب المحيطات

 

يهبطُ مستوى سطح البحر بأكثر من
أربعمائة قدم

 

كاشفاً مساحات واسعة من اليابسة

 

على طول حواف القارات

 

قبل 15 إلى 20 ألف سنة

 

كانت هناك فترة تقلص فيها الجليد

 

كاشفاً عن جسر يابسة مؤقت

 

البوابة إلى النصف الآخر
من الكوكب فُتِحَت

 

قطعت مجموعات من الجوالة
جسر اليابسة

 

إلى أمريكا الشمالية
و أجزاء جنوبية

 

قبل حوالي 10 آلاف سنة التأرجح الجنوني

 

للطقس و مستويات البحر
توقف

 

بدأ طقس جديد و ألطف

 

إنه الطقس الذي نعيش فيه الأن

 

عندما ذابت الصفائح الجليدية العظيمة

 

إرتقى البحر إلى إرتفاعه الحالي

 

و حملت الأنهار الطمي من المرتفعات

 

لبناء سهول دلتا عظيمة
حيث التقت بالبحر

 

على هذه السهول الخصبة
تعلمنا طريقة جديدة للحياة

 

كيف نجعل من الأشياء تنمو
لإطعام أنفسنا و أكثر

 

لكثير منا
عنى هذا النهاية

 

لملايين السنوات من
التجوال

 

الطريقة التي تشدُّ بها النباتات
بعضها البعض

 

الطريقة التي تتحرك بها قشرة الأرض

 

الطريقة التي أثرت بها التحركات
على الطقس

 

و تطور الحياة
و الذكاء

 

إتحدت كلها
لتُعطينا الوسائل

 

لتحويل الوحل الطيني
لدلتات الأنهار هذه

 

.إلى أولى الحضارات

 

لا يوجد شيء كالفترة الواقعة
بين عصرين جليدين

 

واحدة من هذه الإنقطاعات المُسكِّنة
في العصر الجليدي

 

و الأخبار الجيدة هي
أن هذه الفترة ستمتد

 

.لخمسين ألف سنة أخرى

 

.يالها من إستراحة لنوعنا

 

مشكلة واحدة فقط

 

لايبدو و أننا سنتوقف عن إحراق
كُل هذه

 

الأشجار المدفونة من العصر الكربوني

 

على هيئة فحم

 

و بقايا العوالق القديمة

 

.التي على هيئة نفط و غاز

 

إن استطعنا سنكون آمنين
حكمة المناخ

 

و إلا سنستمر في إلقاء ثاني أكسيد
الكربون في الغلاف الجوي

 

بمعدل لم تشهده الأرض

 

منذ كوارث المناخ العظمى للماضي

 

.تلك التي أدت إلى الإنقراضات الجماعية

 

يبدو و أننا لا نستطيع إيقاف
إدماننا لأنواع الوقود

 

التي ستُعيد طقساً
شوهد لآخر مرةً من الديناصورات

 

طقس سيغرق مدننا الساحلية
و يعيث فساداً

 

في البيئة و قابليتنا
.على إطعام أنفسنا

 

في الوقت الذي تُغدق به الشمس المتألقة

 

طاقة مجانية نقية
علينا

 

.أكثر مما سنحتاجه مُطلقاً

 

لماذا لا نستطيع أستحضار
براعة و شجاعة

 

الأجيال التي أتت قبلنا؟

 

لم ترى الديناصورات ذلك الكويكب قادماً؟

 

ماهو عُذرنا؟

 

يوجد دهليز

 

في قاعات الإنقراض
و هو الأن

 

.خالي و غير مُسمى

 

لازالت مُذكرات الأرض تُكتب

 

هناك فرصة أن نهاية
قصتنا تكمُن في الداخل

 

تهانينا

 

أنت على قيد الحياة

 

يوجد خيط مُستمر
امتدَ خلال

 

أكثر من ثلاثة مليارات سنة

 

و الذي يربطنا إلى الحياة الأولى

 

.التي لمست هذا العالم

 

فكروا في كم القوةِ
و الدهاء و الحظ

 

الذي كان عليه أسلافنا
الذين لا حصر لهم

 

ليبقو على قيد الحياة

 

و يمرروا رسالة الحياة إلى لأجيال
التالية و التالية

 

مئات ملايين المرات

 

قبل أن تَصِلَ إلينا

 

كانت هناك الكثير من الأنهار
لتُقطع

 

مخاطر كثيرة على طول الطريق

 

,المفترسون, الجوع, الأمراض

 

سوء التقدير, شتاءات طويلة

 

.جفاف, فيضان و عنف

 

من دون ذِكر
الثورانات العرضية التي

 

إنفجرت من داخل كوكبنا
و الصواعق المروعة

 

التي أتت من الزُرقة
لا يهم من أين أتينا

 

أو من كانوا أبائنا
نحن مُنحدرونَ

 

من الذين نجوا
من كوارث لا يُمكن تخيلها

 

كل واحد منا عداء
في أطول و أكثر سباقات التعاقب خطورةً التي حدثت

 

و في هذه اللحظة نحمل
.العصى بأيدينا

 

الماضي كان كوكباً مختلف

 

.و هكذا سيكون المستقبل

 

بعد 250 مليون سنة من الأن

 

يعتقد الكثير من الجيولوجين
بأن يابسة الأرض

 

.ستُوحد مرة أُخرى

 

كل هذا الجمال سيندثر

 

و أرض لحظتنا هذه

 

ستأخذ مكانها بين
.العوالم المفقودة

 

المحرك الداخلي العظيم
للصفائح التكتونية

 

غير مبال بالحياة

 

و كذا التغيرات الطفيفة
في مدار الأرض و ميلها

 

و الإصطدامات العرضية

 

.مع عوالم صغيرة على مدارات مُتشردة

 

ليس لهذه العمليات أي فكرة
عن ماهو حاصل

 

على مدى مليارات السنوات
.على سطح كوكبنا

 

إنها غيرُ آبهةً

 

كلٌ منا كائن صغير

 

راكب في أقصى القشرة الخارجية
لأحد أصغر الكواكب

 

لعشرات قليلة من الرحلات
.حول النجم المحلي

 

أطول الأشياء التي عاشت على الأرض

 

صمدت فقط لجزء من المليون

 

.من عمر كوكبنا

 

إذا بالتأكيد
الكائنات المفردة

 

.لم ترى شيئاً من الشكل الشامل

 

لتغير القارات

 

المناخ

 

.التطور

 

و أن نفهم القليل
حتى عن أصولنا

 

هو أحد الإنتصارات العظيمة
.لذكاء الإنسان و إقدامه

 

من نحن و لما نحن هنا
يُمكن فقط أن يُلمح

 

بالعمل سوية على على تجميع
.شيء من الصورة الكاملة

 

و التي يجب أن تشمل
عصور من الزمن

 

و ملايين الفصائل

 

.و عوالم وفيرة

 

بهذا المنظور
لن يكون مفاجئً

 

بأننا أحجية لأنفسنا

 

و بغض النظر عن تظاهرنا الجلي

 

نحن أبعد من أن نكون أسياداً
لمنزلنا الصغير

 

هذا الدهليز الجديد
لا اسم له أعلى المدخل

 

ليُشير إلى عهده
و لا زلنا لا نعلم بعد

 

أيُ الفصائل المُتعثرةِ
ستُحيَ ذِكراها على جدرانه

 

مايحدث هنا, بطرق لا تُحصى
صغيرها و كبيرها

 

.يُكتبُ بأيدينا

 

.الأن

 

ترجمة:فهمــــــي علــــــوان